تاج محل هو أحد أعظم المعالم التاريخية الإسلامية في الهند. و يعتبر واحد من عجائب الدنيا السبع. بسبب شكله المعماري يعتقد الكثير أنه مسجد, لكنه هو مقبرة في الأصل أو ضريح. بناه الإمبراطور المغولي شاه جيهان ليدفن فيها زوجته التي عشقها بجنون وخسر ملكه بسبب حزنه عليها. و لكي يخلد إسمها و يكون إنجازه هذا فريدا في العالم يقال أنه قطع يد كل من ساهم في بنائه كي لا يشيد مثله بعده, لكن لم يكن هناك أي دليل, بحجة أن المهندسان اللذان صمما البناء آنذاك عيسى الشيرازي و وامان الله خان الشيرازي توفي بعده بكامل جسدها.
قصة تاج محل تبدأ من فتاة سميت بممتاز محل معناها جوهرة القصر لم تبلغ الرابعة عشر من عمرها سلبت قلب الإمبراطور, كانت من نبلاء مدينة أغرا, كانت الفتاة فائقة الجمال و عاشقة للشعر والأدب. و رغم صغر سنها و بسبب حسنها جلبت إليها العديد من الأمراء و النبلاء. في الأخير وقع إختيارها على الأمير شاه جيهان و الذي أصبح بعدها إمبراطور البلاد. واستمرت خطبته خمسة سنوات حتى بلغت التاسعة عشر سنة. و كانت هي زوجته الثانية و قيل أنه تزوج أخرى بعدها, لكن ممتاز محل كانت الأقرب إلى قلبه وكان يفضلها على زوجاته الأخرى. كان يصحبها في كل أسفاره حتى في غزواته وفتوحاته وكان يستشيرها على أكثر أمور الحكم و كل ما يتعلق بالحرب و السلام, حتى أنه منحها ختم الإمبراطور و خول لها تحديد بعض المراسيم الدستورية. و كانت شفاعتها على المحكومين مقبولة عند الإمبراطور. لهذا كانت محبوبة عند الإمبراطور و كذلك لدى الشعب.
توفيت ممتاز محل عن عمر يناهز الثمانية والثلاثون بعد أن تعرضت لنزيف حاد بسبب المخاض و الذي أدى إلى وفاتها. و دفنت في حديقة قصر زيمباد. و كان وفاتها صدمة و فاجعة لم يتحملها اه جيهان حتى إبيض شعره وتغيرت ملامحه و انعزل عن العالم لحول كامل إلى أن قرر كبث حزنه ببناء قبر يليق بحبيبته, أبدا لم يكن يعلم أنه على وشك بناء واحدة من عجائب الدنيا السبع و سيخلد إسمه و إسم زوجته إلى يومنا هذا, و الذي اعتبر صرح الحب الخالد.
إستغرق بناء تاج محل إثنان و عشرون سنة في مدينة أغرا على ضفة النهر, وبعد إتمامه إنبهر بشكله فقرر بناء واحد له على الضفة الأخرى للنهر. و بسبب الصراعات الطويلة مع أبنائه على الحكم لم يتمكن من ذلك, و تم دفنه بجوار زوجته في نفس الضريح.
كان تصميم تاج محل على الطراز التركي و الفارسي, وبني بالمرمر الأبيض الفاخر. و قد إستخدم المهندسون تقنيات فريدة جعلوه أكثر جمالا. وذلك أن لونه يتغير حسب أوقات اليوم و الطقس. و بعد إنتهاء من بنائه تم نقل قبر ممتاز محل ووضع في تابوت ذهبي وسط تاج محل. و كان يستطيع رأية ضريح حبيبته من شرفة قصره.
