أخيرًا، حان الوقت للسفر! جمعت حقائبي، تأكدت من جواز سفري وتذكرتي، ودعت عائلتي، واندفعت إلى المطار قبل ساعات من الإقلاع. كل شيء كان يسير بشكل مثالي، حتى وصلت إلى المطار لأتفاجأ بكلمة لم أكن أعرفها سابقًا: «Overbooking» أو الحجز الزائد. نعم، لم أكن سأركب الطائرة تلك الليلة.
الحجز الزائد هو من تلك الممارسات «المضحكة» التي تقوم بها شركات الطيران والفنادق. إذ يبيعون تذاكر أكثر من عدد المقاعد المتاحة على الطائرة أو في الفندق، بناءً على إحصاءات تفترض أن بعض المسافرين سيُلغون أو لن يصلوا في الوقت المحدد. لكن أحيانًا، كل المسافرين يقررون الحضور في الوقت المحدد، وهنا تحدث المشكلة. أنت تقف في المطار، تتساءل: «هل سأكون ضمن الركاب المحظوظين أم سأكون الشخص الذي سيفوّت الرحلة؟».
المضحك (أو المحبط) أن هذه الممارسة قانونية تمامًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا. منحت الشركات الحق في اتخاذ تدابير لضمان مصالحها، تمامًا كما لديك الحق في إلغاء رحلتك متى شئت. السؤال هو: ماذا يحدث عندما تقف في وجه هذا النظام؟
في أحد الأيام، كنت أنتظر في صالة المطار عندما جاء إعلان هادئ من شركة الطيران: «للأسف، لدينا حجز زائد. نعتذر عن الإزعاج». الطريف في الأمر أن هذا الإعلان جاء بطريقة رياضية جدًا، وكأنهم يتحدثون عن أمر يومي طبيعي. قدموا للمسافرين تحفيزات مغرية، مثل تذاكر إضافية أو تعويضات مالية أو مقاعد في درجة الأعمال لأولئك الذين يتطوعون بالتخلي عن مقاعدهم.
أما في إحدى رحلاتي الأخرى، كان الوضع أسوأ بكثير. بعد ساعات من الانتظار في صالة المطار، دون أي إعلان واضح، ظهر موظف ليخبرنا أن هناك عطلًا في الطائرة، وأن الرحلة ستتأجل لأربع ساعات. مضت الأربع ساعات، ثم أربع ساعات أخرى، ثم أربع أخرى! حتى فقد الجميع الأمل وقرر بعض المسافرين تغيير تواريخ رحلاتهم، بطبيعة الحال على حسابهم الخاص.
في النهاية، إذا واجهت الحجز الزائد في سفرك، فإن حظك هو الذي سيحدد مصيرك. إما أن تكون من المحظوظين الذين يحصلون على تعويضات ومقاعد مريحة، أو من أولئك التعساء الذين يقضون ساعات طويلة في المطار بانتظار رحلتهم المؤجلة. هذه هي حياتنا مع الحجز الزائد.