كما هو معروف عند دراسة طلبك للحصول على التأشيرة يتم إستدعائك للحضور واستلام جواز سفرك. عبر الهاتف لن يخبرونك عن مصير طلبك. بمجرد الوصول إلى المكتب في اليوم المحدد يسلمونك أولا وثيقة لتوقع عليها ثم يمد إليك جواز السفر و ورقة مكتوبة, بسرعة تتفحص الجواز و في كلتا الحالتين ستتفاجأ, إذا حصلت على التأشيرة ستستغرب كم كنت متوثرا و الأمر بات بهذه السهولة, و إن لم تحصل على التأشيرة ستستغرب من العناء الذي تكبدته لتلقي هذه النتيجة.
في حالة رفض طلبك تبدأ في التساؤل. لماذا رفض طلبي؟ الم يكفيهم المبلغ الذي تركته كضمانة؟ و لماذا؟ كيف ذلك؟ و متى؟ و أين؟ كل تلك الأسئلة تلخصها القنصلية في ورقة تعبر لك فيها عن أسفها مصحوبة برمز سبب الرفض. عدد أسباب الرفض هما إحدى عشر, فالسبب رقم عشرة و إحدى عشر نادر الحدوث. أما اكثرها حضورا هم الأرقام 2 و 8 و 9. و من بين اهم الأسباب هم:
و هي قد تعتبر من الحالات النادرة بحث يعرف الراغب في التأشيرة العواقب إن تم ضبطه و أنه قد يحرم من السفر لبضع سنين و ربما مدى الحياة, و أكثر الوثائق عرضة للتزوين هم كشف الحساب البنكي و جواز السفر إذ تجد الكثير من الراغبين في التأشيرة قد تعرضوا للطرد من أوروبا او ما يسمى بexpulsión فيتم طبع جواز السفر أو كما هو مصطلح عليه في المغرب ب»وسخو الباسبور», و هذا المشكل يقع فيه الكثير من سكان شمال المغرب عند الدخول لمدينة سبتة أو مليلية و القيام بعمل شغب داخلها فيتم طردهم و منعهم من الدخول لمدة خمس سنوات.
و هذا يعتبر من بين اكثر أسباب الرفض و يعبر على أن سبب السفر الذي قدمته لم يقنع القنصلية او عدم تقديم خطة واضحة لمسار الرحلة أو ان الوثائق المقدمة التي من شأنها إظهار مستواك المادي و قدرتك على تغطية مصاريف الرحلة و كذلك قد يكون السبب أحد الوثائق المرفقة بالملف غير مضبوطة كحجز الفندق أو تذكرة الطائرة. فسبب الرحلة يجب أن يكون مقنع و يستحق كل هذا العناء, دائما أنصح بالتصريح على أن يكون سبب الزيارة هو للسياحة و إكتشاف العالم على أن يكون سبب السفر زيارة الأقارب. ما هذا يا أخي؟ ستخسر كل ما تملك لزيارة زوج خالتك او إبن عمك لأنك إشتقت إليه؟ ما هذا الحب؟ لو كان والديك لما فعلت كل هذا. إذا دققت النظر فهو سبب غير مقنع بالنسبة لك أنت شخصيا فما بالك للموظفين في القنصلية.
كما هو معروف أنه لطلب الحصول على التأشيرة لبدى أن تملك مبلغ مادي محترم لتغطية مصاريف الرحلة في المدة المحددة للإقامة في البلد المضيف. و كما ذكرنا في المقال الذي تكلمنا فيه عن الضمانة ان المبلغ المحدد من طرف السفارة كمصروف يومي قد يفوق 90 يورو يوميا, و كما ذكرنا في نفس المقال أن المبلغ المحدد قد يختلف لعدة أسباب. فإذا كان المبلغ الضمانة غير كافي أو أنه غير مستقر و مجهول المصدر قد يأدي بك إلى رفض طلبك. و قد يكون السبب أيضا أن الموارد او المصدر غير مستقر و واضح.
في قليل من احيان قد تصادف الرفض لهذا السبب, و هو يأكد عدم طلب التأشيرة لأحد البلدان الشنغن إلا بعد مرور ستة أشهر عن آخر مرة كنت في أراضيها, سواء بشكل قانوني أو غير ذلك. و هذا لضمان عدم محاولة الإستعداد للمكوث على اراضيها.
إذا كان سبب الرفض الرقم 5 بالرجولة إحكي لنا في التعليقات أي مصيبة إقترفتها. هذا سبب يبين أن إسمك ضمن اللأئحة السوداء و الغير المرغوب فيهم في أوروبا, وذلك راجع لسوابق إجرامية أو جنائية إقترفها طالب التأشيرة في الأراضي الأوروبية, أو كونه يهدد السلامة القومية الأمنية لأحد دول الشنغن. أو قد يكون بسبب إشتباهك أو التورط في منظمات أو عمليات إرهابية. او إنضمامك لمفيات أو لعصابات منظمة. إذا ما كانت لك سوابق إجرامية في أحد الدول الشنغن فأنك تحرم منها جميعها. للحصول على التأشيرة تحظى بموافقة جميع دول الشنغن, و إذا ما رفضتك دولة واحدة لسبب من الأسباب فلن تدخلها جميعها.
كما تعلمون قراءنا الأعزاء أنه في حالة الحصول على تأشيرة شينغن من أحد القنصليات دول الأعضاء يمكنك زيارة جميع دول الشنغن بنفس التأشيرة. السؤال ماذا لو تلقيت الرفض لسبب من الأسباب من أحد هذه الدول؟ في هذه الحالة لن تفوز بالتاشيرة.
و في أفضل الحالات قد يقدمون لك التأشيرة شريطة عدم الإقتراب من البلد المعارض. و بطبيعة الحال هذا الحل لا يقدم لأي كان, فقط لرجال الأعمال و ذوي الملفات القوية.
من بين الوثائق المهمة هو التأمين الطبي, الذي من المفترض أي يغطي تكاليف علاجك في حالة وقوع أي حادث او عدوة او مرض في مدة إقامتك بالبلد المضيف. و يشترط أن يغطي تكاليف العلاج في حدود 30 ألف يورو و أن يكون التأمين مصرح من وكالة معترف بها من طرف القنصلية. في حالة تقديم أي تأمين طبي غير معترف به ستتم رفض طلبك مباشرة. كما تعلمون أن العلاج بالنسبة للسياح ليس مجاني و من المفترض أن هذا التأمين من أجل تغطية مصاريف العلاج في حالة تعرض المسافر لأزمة صحية لكن للأسف كثيرا ما يخدع المسافر من طرف شركة التأمين الخاصة بك. فمواقع التواصل الإجتماعي مليء بشكايات المواطنين الذين تعرضوا للنصب.
قد ذكرنا في بعض المقالات الشروط اللازمة لضمان التأشيرة خصوصا القدرة المادية. في هذه الحالة يكون قد تبين للقنصلية ان حالتك المادية لا تسمح أو لا تستوفي الشروط اللازمة للرحلة. الرفض قد لا يكون سببه مبلغ الضمانة و إنما مصدر تلك الضمانة, و كل هذا ينعكس في الوثائق المقدمة التي تثبت مصادر الدخل و إستمراريته و كذلك تحركات و معاملاتك البنكية. إذا تبين للقنصلية أي من ضعف الموارد أو إكتشفت لأي من التلاعبات المبالغ فيه في الكشف الحساب البنكي قد يسبب لصاحبه رفض التأشيرة. يمكنكم الإطلاع على النصائح من أجل الترويج للحساب البنكي بالضغط هنــــــــــــــــا
هذا الرقم يعتبر الكابوس بالنسبة للراغبين في الحصول على التأشيرة, الرفض سببة عدم تقديم ضمانات و أسباب كافية تتبت في مغادرة منطقة شنغن عند إنتهاء فترة الإقامة المحددة من طرف القنصلية. و هذا ينعكس في الوثائق المقدمة مع الطلب, إذا كان راتبك ضعيف أو عملك غير قار أي مؤقت أو إمتلاك رصيد بنكي غير كاف أو يظهر مدى ضعف مستواك المادي. كل هذا يعطي إنطباع أن الغرض من السفر هو الهجرة دون رجعة.
كل ما تطلب القنصلية في هذه الحالة هو إتبات واضح لنيتك في مغادرة منطقة شنغن, يجب أن تقدم سببا قويا يجعلك تعود لوطنك, مثلا شخص يعمل بمرتب 500 يورو في الشهر, و عمله دائم وليس فيه ضغوطات, منخرط في صندوق الضمان الإجتماعي و له أقدمية أكثر من 4 سنين. القنصلية في هذة الحالة تسلمك التأشيرة لأنها ترى من الغباء أن يضحي هذا الشخص بعمله ليظل مطاردا في أوروبا و قد لن يحلم بوظيفة هناك مثل الوظيفة التي كانت له و هو في وطنه و بين أهله.
في الواقع أرى أن القنصلية في مصلحتها أن تعطي التأشيرة للجميع لكن في بعض الأحيان يكون الملف غير كامل و يدل لنية ما. بحيث أرى عمال شركات براتب 400 يورو فقط و أقدمية لا تفوق سنتين تسلمهم القنصلية التأشيرة دون تردد. مثلا عمال Call-Center كذلك عمال شركات الكبلاج و صناعة السيارات.
بالتوفيق إن شاء الله
